۩ البحث ۩



البحث في

۩ إحصائية الزوار ۩

الاحصائيات
لهذا اليوم : 1181
بالامس : 3050
لهذا الأسبوع : 7572
لهذا الشهر : 19290
لهذه السنة : 115191
منذ البدء : 3729445
تاريخ بدء الإحصائيات : 3-12-2012

۩ التواجد الآن ۩

يتصفح الموقع حالياً  22
تفاصيل المتواجدون

:: حكمُ لعبةِ تشارلي ::

المسألة

:: حكمُ لعبةِ تشارلي ::

 د. ظافرُ بنُ حسنٍ آلُ جَبْعانَ

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

ومنه المعونةُ والسَّدادُ

حكمُ لعبةِ تشارلي

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِه الأمينِ، وعلى آلِه، وصحبِه أجمعينَ.

أمَّا بعدُ؛ فقد انتشَر في الآونةِ الأخيرةِ بينَ كثيرٍ من الشَّبابِ لعبةٌ تُسمَّى "تشارلي"، وتساءل البعضُ عن حكمِها، وقبلَ الإجابةِ عن حكمِها لا بدَّ من بيانِ فكرتِها.

فكرتُها:

أن يضعَ اللَّاعبُ قلمينِ مرسومينِ على شكلِ صليبٍ أحدُهما فوقَ الآخَرِ على ورقةٍ، يُحِيطُ بهما مُربَّعٌ مُقسَّمٌ إلى أربعةِ أقسامٍ، مكتوبٌ في كلِّ جزءٍ عبارةُ: (yes أو no)، مُوزَّعةٌ بالتَّساوي، ثُمَّ يقومُ اللَّاعبُ بترديدِ عبارةٍ يُنادِي فيها "تشارلي" يقولُ فيها: هل أنتَ هنا؟ ويَستمِرُّ في مناداتِه حتَّى يَتحرَّكَ القلمُ لأحدِ الكلمتينِ: (yes أو no)، وبعدَ ذلك يتمُّ سؤالُه عن أسئلةٍ في المستقبلِ، وهو يُجِيبُ بتحريكِ القلمِ إلى أحدِ الإجابتينِ: (yes أو no).

وبعدَ بيانِ فكرتِها فالَّذي يظهرُ -واللهُ تعالى أعلمُ- أنَّ اللَّعِبَ بهذه اللُّعبةِ مُحرَّمٌ ولا يجوزُ؛ لاشتمالِها على عدَّةِ محاذيرَ، منها:

1- هذه اللُّعبةُ تُنسَبُ إلى أسطورةٍ شيطانيَّةٍ مِكْسِيكيَّةٍ يُدعَى شيطانُها بـ "تشارلي"، وهذا الشَّيطانُ تُنادَى رُوحُه بكلماتٍ مُعيَّنةٍ، وما زال بعضُ المكسيكيِّينَ يعتقدون ذلك!

2- تغييرُ العقائدِ، ويكونُ تغييرُ العقائدِ من جهاتٍ:

أ- وضعُ القلمينِ على شكلِ صليبٍ، والصَّليبُ يشيرُ إلى دينِ النَّصارى؛ ممَّا له ارتباطٌ بعقيدةِ الصَّلْبِ عندَهم، وعندَ ممارسةِ اللُّعبةِ مِن قِبَلِ بعضِ البسطاءِ فقد يعتقدون تَدخُّلَ الصَّليبِ في تيسيرِ أمورِهم، ومِن ثَمَّ يعتقدون فيه.

ب- الشِّركُ؛ الَّذي هو دعاءُ غيرِ اللهِ في شيءٍ من خصائصِ اللهِ؛ فنداءُ الشَّبحِ "تشارلي"، وطلبُ الإخبارُ عن المستقبلِ = نوعٌ من الإشراكِ باللهِ؛ لأنَّه لا يعلمُ الغيبَ إلَّا اللهُ.

ج- فيه الاستعانةُ بغيرِ اللهِ؛ إذْ يستعينُ اللَّاعبُ برُوحِ الشَّبحِ المكسيكيِّ لمساعدتِه!

د- تهوينُ أمرِ دعاءِ الجِنِّ والتَّوسُّلِ بهم لقضاءِ الحوائجِ وطلبِ المنافعِ؛ فهذه اللُّعبةُ قائمةٌ على تحضيرِ رُوحِ "تشارلي"، وسؤالِه عمَّا يريدُ السَّائلُ، وهو يجاوبُ بـ(نعم أو لا). وهذا أمرٌ خطيرٌ، لا يجوزُ، بل قد يَؤُولُ -والعياذُ باللهِ- إلى أمورٍ لا تُحمَدُ عُقْباها؛ من الشِّركِ، والسِّحرِ، والكَهانةِ!

3- إضاعةُ الوقتِ، وقد أُمِرْنا بالمحافظةِ على الوقتِ وعدمِ إضاعتِه فيما لا ينفعُ، والَّذين يمارسون هذه اللُّعبةَ تجدُهم يُضيِّعونَ السَّاعاتِ في هذه اللُّعبةِ، بل قد يصلُ بهم الأمرُ إلى إضاعةِ حقوقِ اللهِ وحقوقِ العبادِ!

شبهةٌ:

يزعمُ بعضُهم أنَّ ثَمَّ خُدْعةً فيزيائيَّةً هي السِّرُّ في تحريكِ القلمِ؛ وهي: عاملُ الجاذبيَّةِ الأرضيَّةِ، فوضعُ القلمينِ أحدِهما فوقَ الآخَرِ بهذا الشَّكلِ المُعاكِسِ يجعلُ من الصَّعبِ ثباتَهما على نفسِ وضعِهما؛ لأنَّ الأقلامَ خفيفةٌ، وبمُجرَّدِ الكلامِ والنَّفَسِ والتَّحدُّثِ بجانبِهما فإنَّها تَتحرَّكُ، بالإضافةِ إلى أنَّ عدمَ استواءِ السَّطحِ الموضوعِ عليه الأقلامُ ولو بنسبةِ نصفٍ بالمئةِ يكونُ كفيلًا بتحريكِها.

والجوابُ عن هذه الشُّبهةِ: أنَّ الإشكالَ ليس في الخُدْعةِ الفيزيائيَّةِ، وإنَّما في وضعِ القلمينِ بهذه الهيئةِ، على شكلِ صليبٍ، وكذلك دعاءُ هذا الشَّبحِ الَّذي يعتقدونَ فيه أنَّه مُحرِّكُ القلمِ، ثُمَّ سؤالُه عن أمورٍ غيبيَّةٍ تتمُّ الإجابةُ عليها بـ (نعم أو لا)، ولو كانت بفعلِ الجاذبيَّةِ، وهذا أمرٌ خطيرٌ جدًّا على عقائدِ البسطاءِ والجَهَلةِ والسُّذَّجِ، ولذلك جاء القولُ بمنعِها، وإنَّ مِن مقاصدِ الشَّريعةِ إغلاقَ بابِ الشِّركِ، وقطعَ سُبُلِه؛ فقد حرَّمتِ الشَّريعةُ التَّصويرَ تحريمَ وسائلَ؛ لأنَّه يُفضِي إلى الوقوعِ في الشِّركِ والعياذُ باللهِ.

وختامًا: ينبغي على أولياءِ الأمورِ أن يَتَّقُوا اللهَ فيمَن تحتَ أيدِيهم من أبنائِهم وبناتِهم، فيُحذِّرُوهم ممَّا يَضُرُّهم، ويُجنِّبُوهم ما يَفتِنُهم في دينِهم ودنياهم، وَلْيَتذَكَّروا قولَ النَّبيِّ المختارِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «ما مِن عبدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وهو غاشٌّ لرَعِيَّتِه؛ إلَّا حرَّم اللهُ عليه الجنَّةَ» [مُتَّفَقٌ عليه من حديثِ مَعقِلِ بنِ يسارٍ رضي اللهُ عنه].

وبعدَ هذه المحاذيرِ الَّتي لا تخلو منها هذه اللُّعبةُ أو مِن بعضِها؛ فهل بَقِيَ للمسلمِ عُذْرٌ في اللَّعِبِ بهذه اللَّعبةِ المَقِيتةِ، أو تمكينِ مَن تحتَ يدِه منها؟! أسألُ اللهَ أن يهديَ ضالَّ المسلمينَ، ويَرُدَّهم إليه ردًّا جميلًا.

واللهُ تعالى أعلمُ وأحكمُ
وتساءل , وقبل , الشباب , تشارلي , بين , لعبة , في , عن , الآونة , من , حكمها، , تسمى , الإجابة , بيان , كثير , الأخيرة , فلابد , فقد , البعض , انتشر , فكرتها

روابط ذات صلة

المسألة السابق
المسائل المتشابهة المسألة التالي

.

تصميم وتطوير كنون