۩ البحث ۩



البحث في

۩ إحصائية الزوار ۩

الاحصائيات
لهذا اليوم : 307
بالامس : 907
لهذا الأسبوع : 2841
لهذا الشهر : 16029
لهذه السنة : 84637
منذ البدء : 3698872
تاريخ بدء الإحصائيات : 3-12-2012

۩ التواجد الآن ۩

يتصفح الموقع حالياً  25
تفاصيل المتواجدون

:: أنا في حَيرةٍ، كيف أتعاملُ معَ زوجي؟ ::

الاستشارة

:: أنا في حَيرةٍ، كيف أتعاملُ معَ زوجي؟ ::

 

د. ظافرُ بنُ حسنٍ آلُ جَبْعانَ

 

السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

أنا فتاةٌ أبلغُ من العمرِ الخامسةَ والعشرين، مُقبِلةٌ على الزَّواجِ قريبًا، وأنا في حَيرةٍ من أمري في كيفيَّةِ التَّعاملِ معَ زوجي؟ وما هي أفضلُ الشَّخصيَّاتِ للتَّعاملِ معَ الرِّجالِ بحيثُ لا تكونُ ثقيلةً فتُمقَتَ، ولا سخيفةً فتُهانَ، ولا مُعجَبةً فيُزهَدَ فيها؟ وأيُّهم أَحَبُّ إلى الرَّجلِ: المرأةُ القويَّةُ الواثقةُ من نفسِها، أو الهيِّنةُ اللَّيِّنةُ في كُلِّ شيءٍ؟ جزاكم اللهُ خيرًا.


وعليكم السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على رسولِه الأمينِ، وعلى آلِه، وصحبِه أجمعينَ.

أمَّا بعدُ: أختي الفاضلةَ، أسألُ اللهَ أن يُوفِّقَكِ لكُلِّ خيرٍ، وأن يرزقَكِ الزَّوجَ الصَّالحَ، والذُّرِّيَّةَ الصَّالحةَ.

أمَّا بالنِّسبةِ لاستشارتِكِ؛ فإنَّ هذا الأمرَ لا ينبغي أن يجعلَكِ في حَيرةٍ من أمرِكِ، بل أَكثِري من حمدِ اللهِ تعالى أن وفَّقَكِ للنِّكاحِ الَّذي هو هَدْيُ الأنبياءِ -عليهم السَّلامُ-.

وأمَّا بالنِّسبةِ لِمَا ذكرتِ من كيفيَّةِ التَّعاملِ معَ زوجِكِ؛ فالأمرُ يسيرٌ، لكنَّه يسيرٌ على مَن يسَّره اللهُ عليه. فالرَّجلُ قد خلقه اللهُ تعالى، وركَّب فيه طبائعَ الرِّجالِ الَّتي لا يكملُ الرَّجلُ إلَّا بها. وكذلك المرأةُ ركَّب اللهُ فيها طبائعَ لا تصلحُ المرأةُ إلَّا بها، وعلى كُلِّ واحدٍ أن يبقى على طبيعتِه الَّتي خلقه اللهُ عليها؛ فمُخالَفةُ سُنَّةِ اللهِ تعالى في ذلك هو أساسُ فسادِ الحياةِ، ولذلك جاءت الشَّريعةُ بالنَّهيِ المُغلَّظِ عن تَشبُّهِ أحدِ الطَّرفينِ بالآخَرِ، وأَعظَمُه ما قد جاء اللَّعنُ في ذلك.

فإذا تَقرَّر هذا، فإنَّ مِن طبائعِ الرِّجالِ القوامةَ، والمسؤوليَّةَ الأُولَى في البيتِ، والكلمةَ العليا فيه؛ وعليه النَّفقةُ، والسَّكَنُ، والقيامُ بحقوقِ المرأةِ الَّتي هي لها، من غيرِ إفراطٍ فيها ولا تفريطٍ.

وأمَّا المرأةُ فهي صاحبةُ الرِّقَّةِ والحنانِ، والأنوثةِ والدَّلالِ، والقائمةُ على بيتِ زوجِها بالحفظِ والرِّعايةِ، فتحفظُ فراشَه إذا غاب، ولا تُدخِلُ بيتَه أحدًا إلَّا بإذنِه، ولا تُفسِدُ شيئًا من مالِه، وتقومُ على رعايةِ ولدِه، وصلةِ قرابتِه، وخاصَّةً أعظمَ قراباتِه: والدَه ووالدتَه، فتصبرُ عليهما، وتُحسِنُ إليهما مهما كان فيهما من شِدَّةٍ أو سُوءِ خُلُقٍ؛ لأنَّ ذلك من أعظمِ ما يُعِينُ الرَّجلَ على البِرِّ، ويَتربَّى الأولادُ عليه.

وأمَّا ما كان من حقوقٍ مُشترَكةٍ؛ من حُسنِ العِشْرةِ والخُلُقِ، وحُسنِ التَّبعُّلِ، والقيامِ بحقوقِ العِفَّةِ = فينبغي أن يكونَ من الطَّرفينِ.

أمَّا بالنِّسبةِ لكِ؛ فإنَّ اللهَ قد خلقكِ على صفاتٍ مُعيَّنةٍ، وكذا الرَّجلُ، ولا يمكنُ في يومٍ وليلةٍ أن يتغيَّرَ الإنسانُ إلى ما يريدُ، فالأمرُ يحتاجُ إلى وقتٍ طويلٍ للتَّغييرِ، لكنِّي أُوصِيكِ بما يلي:

أوَّلًا: أَكثِري من دعاءِ اللهِ أن يُوفِّقَكِ، وأن يرزقَكِ الرَّجلَ الَّذي يُسعِدُكِ وتُسعِدينه، ويُعِينُكِ وتُعينينه، ويُحسِنُ إليكِ وتُحسِنين إليه.

ثانيًا: تأمَّلِي فيما يُعجِبُه ويُرضِيه في غيرِ ما يُغضِبُ اللهَ، وكُوني حريصةً على القيامِ به، وعلى المُبادَرةِ إليه قبلَ طلبِه.

ثالثًا: حاوِلي اكتشافَ شخصيَّةِ زوجِكِ: هل هي قياديَّةٌ، أم عاطفيَّةٌ، أم عمليَّةٌ، أم تَخيُّليَّةٌ، أم صِداميَّةٌ؟! وهل هو غَضُوبٌ، أم حليمٌ؟ فعندَ معرفةِ شخصيَّتِه يكونُ التَّعامُلُ معَه حسَبَ شخصيَّتِه؛ لأنَّ اكتشافَ شخصيَّةِ الزَّوجِ يُسارِعُ إلى فهمِه، وكيفيَّةِ التَّعاملِ معَه.

رابعًا: تَجنَّبِي مُصادَمتَه وقتَ غضبِه؛ لأنَّ النَّفسَ البشريَّةَ -في الغالبِ- إذا غَضِبت زلَّتْ، وإذا زَلَّتْ ظَلَمتْ. فدَعِيه حتَّى يذهبَ ما به، ثُمَّ لاطِفِيه بقولٍ حسنٍ، وكلمةٍ رقيقةٍ طيِّبةٍ.

خامسًا: كُونِي وَسَطًا في كُلِّ شيءٍ؛ فالتَّوسُّطُ طيِّبٌ، لا تُغالِي فيه، ولا تُجافِيه، ولا تُبدِي له كُلَّ شيءٍ أراده أم لم يُرِدْه، ولا تَمنَعِيه ممَّا يريدُ؛ (وخيرُ الأمورِ أواسطُها).

سادسًا: استشارةُ صاحبِ العقلِ والدِّينِ معَ الحكمةِ فيما يُشكِلُ عليكِ في التَّعاملِ معَه وغيرِ ذلك، فإنَّ بعضَ النِّساءِ تَستشِيرُ، لكنْ تَستشِيرُ مَن ليس بحكيمٍ ولا عاقلٍ!! فيُورِدُها مواردَ العَطَبِ، فلا بدَّ أن يجتمعَ فيمَن تَستشِيرينه: العقلُ، والحكمةُ، معَ حُسنِ الدِّيانةِ.

سابعًا: الحرصُ على حضورِ بعضِ الدَّوراتِ التَّدريبيَّةِ الخاصَّةِ بفنِّ التَّعاملِ معَ الزَّوجِ، والعَلاقاتِ الإنسانيَّةِ، ونحوِ ذلك، وأيضًا تَحرِصِين على قراءةِ بعضِ الكتبِ النَّافعةِ في بابِ السَّعادةِ الأُسَريَّةِ، وحسنِ التَّبعُّلِ والتَّعاملِ معَ الزَّوجِ.

ثامنًا: الغالبُ أنَّ الرَّجلَ تُعجِبُه المرأةُ: الأُنثَى اللَّيِّنةُ في حزمٍ، والعاقلةُ في حكمةٍ، والذَّكيَّةُ القريبةُ، والمُتغافِلةُ النَّجِيبةُ، والحافظةُ النَّقيَّةُ.

- أمَّا المرأةُ الأُنثَى اللَّيِّنةُ في حزمٍ؛ فلأنَّه طبعُها، فالرِّجالُ في الغالبِ لا يُرِيدون المرأةَ المُسترجِلةَ، أو القاسيةَ؛ لأنَّ هاتينِ الصِّفتينِ تُخالفانِ فطرتَها وطبيعتَها؛ فبأُنوثتِها تَملِكُ قلبَ الرَّجلِ، وبلِينِها في حزمٍ يعرفُ أنَّها معَه هو فقطْ ليِّنةٌ، وأمَّا معَ غيرِه فهي تُنزِلُ كُلًّا منزلتَه، وتتعاملُ معَه بما يليقُ به، بلا إفراطٍ أو تفريطٍ، ولا وَكْسٍ أو شططٍ.

- وأمَّا العاقلةُ اللَّبيبةُ؛ فالرَّجلُ يريدُ امرأةً تَقِيسُ الأمورَ بعقلٍ، وتَزِنُها بحكمةٍ؛ فليس كُلُّ أمرٍ تَتسرَّعُ فيه، وليس كُلُّ شيءٍ يُعجِبُها لا بدَّ أن تَقتنِيَه، وهكذا ...

- وأمَّا الذَّكيَّةُ القريبةُ؛ فهي الَّتي مهما بلغ ذكاؤُها لا تَستخدِمُه في الضَّغطِ على زوجِها، أو بالحيلِ والتَّحايلِ عليه؛ فما أَجمَل الحياةَ بالتَّقارُبِ والتَّفاهُمِ، لا بالتَّذاكي والتَّصابي، والحيلِ والاستغلالِ!! فالمرأةُ الذَّكيَّةُ تَصرِفُ ذكاءَها في كسبِ زوجِها وإسعادِه، لا في السَّيطرةِ عليه وإرهاقِه!!

- وأمَّا المُتغافِلةُ النَّجِيبةُ؛ فهي الَّتي تتغافلُ عن الزَّلَّةِ، وتتسامحُ في الهفوةِ؛ فلا تبحثُ عن زلَّتِه، ولا تفتشُ عن عثرتِه، بل كأنَّها لا ترى الهفوةَ منه، معَ أنَّها تعلمُ أنَّه قد لاحَظ أنَّها عرفت لأنَّها نَجِيبة، فتُقدِّمُ محبَّتَه على رغبةِ ذاتِها، فالحياةُ تَغافُرٌ وتسامحٌ، لا مُحادَّةٌ ومُباحَثةٌ عن الزَّلَّاتِ والهفواتِ.

- وأمَّا الحافظةُ النَّقِيَّةُ؛ فهي الَّتي تحفظُ ما بينَها وبينَ اللهِ، وما بينَها وبينَ زوجِها؛ فلا تُفشِي سِرَّه، ولا تبتلي خبرَه، ولا تفضحُ زلَّتَه؛ فتحفظُ لسانَها عمَّا يُغضِبُ زوجَها ويُسِيءُ إليه، حتَّى من أقربِ النَّاسِ إليها؛ فالرَّجلُ لا يريدُ أن يُذكَرَ بسُوءٍ كما المرأةُ تريدُ ذلك.

وأمَّا نقاؤُها؛ فهي نقيَّةٌ لا تُخالِطُها رِيبةٌ، فإنَّ أشدَّ شيءٍ على الرَّجلِ أن يَعثُرَ من امرأتِه على زَلَّةٍ في عِرْضٍ، أو هفوةٍ في دِينٍ؛ فإنَّ هذه الهادمةُ للحياةِ، والمُخرِبةُ للدَّارِ، والطَّاردةُ للمرأةِ إلى سُوءِ القرارِ!

أخيرًا: إذا أردتِ السَّعادةَ الحقيقيَّةَ؛ فعليكِ بأن تُحسِني ما بينَكِ وبينَ اللهِ، فإنْ أَحسَنتِ فيما بينَكِ وبينَ اللهِ = أَصلَح اللهُ ما بينَكِ وبينَ الخلقِ؛ لأنَّ الذُّنوبَ مفسدةٌ للمعاشِ، ممحقةٌ للبركةِ؛ والطَّاعةُ مُصلِحةٌ للمعاشِ، مُحِلَّةٌ للبركةِ.

أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ: أن يُوفِّقَكِ لكُلِّ خيرٍ، وأن يشرحَ صدرَكِ، وأن يُيسِّرَ أمرَكِ، ويُفرِّحَ قلبَكِ، ويُقوِّيَ عَزْمَكِ، ويُعِينَكِ على أمورِ دينِكِ ودُنياكِ.

واللهُ تعالى أَعلَمُ وأَحكَمُ، ورَدُّ العلمِ إليه أَسلَمُ.

روابط ذات صلة

الاستشارة السابق
:: زَوْجِي لا يُصلِّي؟! ::
الاستشارات المتشابهة الاستشارة التالي
:: أنا في حَيرةٍ، كيف أتعاملُ معَ زوجي؟ ::

.

تصميم وتطوير كنون