۩ البحث ۩



البحث في

۩ إحصائية الزوار ۩

الاحصائيات
لهذا اليوم : 437
بالامس : 2314
لهذا الأسبوع : 11525
لهذا الشهر : 23245
لهذه السنة : 119144
منذ البدء : 3733402
تاريخ بدء الإحصائيات : 3-12-2012

۩ التواجد الآن ۩

يتصفح الموقع حالياً  26
تفاصيل المتواجدون

تأمُّلاتٌ في حديثِ:«إذا طلَع النَّجمُ؛ رُفِعَتِ العاهةُ عن أهلِ كُلِّ بلدٍ».

التخريج

تأمُّلاتٌ في حديثِ:«إذا طلَع النَّجمُ؛ رُفِعَتِ العاهةُ عن أهلِ كُلِّ بلدٍ».

 د. ظافرُ بنُ حسنٍ آلُ جَبعانَ

بسم الله الرحمن الرحيم

تأمُّلاتٌ في حديثِ:

«إذا طلَع النَّجمُ؛ رُفِعَتِ العاهةُ عن أهلِ كُلِّ بلدٍ»

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِه الأمينِ، وعلى آلِه، وصَحْبِه أجمعينَ.

نَصُّ الحديث:

عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إذا طلَع النَّجمُ؛ رُفِعَتِ العاهةُ عن أهلِ كُلِّ بلدٍ».

تخريج الحديث:

أخرجه أحمدُ في «المُسنَدِ» 14/192، ومُحمَّدُ بنُ الحسنِ في «الآثار» 2/862، والطَّحاويُّ في «شرحِ مُشْكِلِ الآثار» 6/53، بسندٍ صحيحٍ.

غريب الحديث:

النَّجمُ: هو الثُّرَيَّا، كما فسَّره ابنُ عمرَ -رضي اللهُ عنهما- عندما سُئل عن نَهْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن بيعِ الثِّمارِ حتَّى تذهبَ العاهةُ، فقيل له: متى ذاكَ يا أبا عبدِ الرَّحمنِ؟ قال: طلوعُ الثُّرَيَّا. أخرجه الشَّافعيُّ في «مُسنَدِه» (644)، والطَّحاويُّ في «شرحِ مُشْكِلِ الآثارِ» 6/53، والثُّرَيَّا: اسمٌ لنجمٍ يَطلُعُ صباحًا في أوَّلِ فصلِ الصَّيفِ عندَ اشتدادِ الـحَرِّ ببلادِ الحجازِ، ووقتُ طلُوعِها بالتَّاريخِ الشَّمسيِ هو في اليومِ السَّابعِ من شهرِ يُونيو.

العاهةُ: الآفةُ والدَّاءُ الـمُتْلِفُ لِما أصاب مِن الزُّروعِ والثِّمارِ.

فقه الحديث:

هذا الحديثُ من مُعْجِزاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ ففيه بيانُ متى تنزلُ الآفاتُ ومتى تُرفَعُ، وهذا الحديثُ الشَّريفُ في الأدواءِ والأوبئةِ الَّتي تُصِيبُ الزُّروعَ والثِّمارَ.

قال ابنُ القيِّمِ -رحمه اللهُ تعالى-: (وفُسِّر بطلوعِ الثُّرَيَّا، وفُسِّرَ بطلوعِ النَّباتِ زمنَ الرَّبيعِ، ومنه:{والنَّجمُ والشَّجرُ يَسجُدانِ} [الرَّحمن: 6]، فإنَّ كمالَ طلوعِه وتمامَه يكونُ في فصلِ الرَّبيعِ؛ وهو الفصلُ الَّذي ترتفعُ فيه الآفاتُ. وأمَّا الثُّرَيَّا فالأمراضُ تَكثُرُ وقتَ طلوعِها معَ الفجرِ وسقوطِها). [«زاد المعاد» 4/54 ط المجمع].

ففي فترةِ الانتقالِ من الرَّبيعِ إلى الصَّيفِ تنتشرُ الأوبئةُ والأمراضُ، فإذا دخل الصَّيفُ -وعلامتُه ظهورُ الثُّرَيَّا-؛ رفع اللهُ الآفاتِ والأوبئةَ عن الزُّروعِ والثِّمارِ؛ لأنَّه بدأ صلاحُها، فالظَّاهرُ أنَّ الاعتبارَ بأنْ يَبدُوَ الصَّلاحُ لا بالزَّمانِ، وإنَّما ذُكِرَ طلوعُ الثُّرَيَّا لأنَّ الصَّلاحَ يبدو في الغالبِ إذا طلَعتْ وتَنقطِعُ العاهاتُ.

قال الإمامُ الطَّحاويُّ -رحمه اللهُ-: (وطلَبْنا اليومَ الَّذي يكونُ فيه ذلك في طلوعِ فجرِه من أيَّامِه، فوجَدْناه اليومَ التَّاسعَ عشرَ من أيَّامِه، وطلَبْنا ما يُقابِلُ ذلك من الشُّهورِ السُّرْيانيَّةِ الَّتي يَعتبِرُ أهلُ العراقِ بها ذلك فوجَدْناه "أيار"، وطلَبْنا اليومَ الَّذي يكونُ ذلك في فجرِه، فإذا هو اليومُ الثَّاني عشرَ من أيَّامِه، وهذانِ الشَّهرانِ اللَّذانِ يكونُ فيهما حملُ النَّخلِ -أعني بحملِها إيَّاه: ظهورَه فيها لا غيرَ ذلك-، وتُؤْمَنُ بالوقتِ الَّذي ذكَرْناه منهما عليها العاهةُ الـمَخُوفةُ عليها كانت قبلَ ذلك) [«شرح مُشْكِلِ الآثارِ» (6/57)].

وإنْ كانت هذه العاهاتُ خاصَّةً بالزُّروعِ والثِّمارِ، لكنْ نستبشرُ أنْ تكونَ عامَّةً في كلِّ وباءٍ أصاب النَّاسَ، ونسألُ اللهَ -تعالى- أن يرفعَ هذا الوباءَ عن أُمَّةِ الإسلامِ، آمينَ.

.

تصميم وتطوير كنون