۩ القائمة الرئيسية ۩
۩ فوائد علمية ۩
۩ القصص الدعوية ۩
۩ البحث ۩
۩ الاستشارات ۩
۩ إحصائية الزوار ۩
۩ التواجد الآن ۩
يتصفح الموقع حالياً 21
تفاصيل المتواجدون
:: حِفظُ القرآنِ الكريمِ حالَ الكِبَرِ ::
الاستشارة
:: حِفظُ القرآنِ الكريمِ حالَ الكِبَرِ ::
د. ظافرُ بنُ حسنٍ آلُ جَبْعانَ
السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.
أبلغُ مِن العمرِ 49 عامًا، ومُتزوِّجٌ،
ولديَّ أطفالٌ، وأرغبُ في حفظِ القرآنِ؛ فهل يمكنُ ذلك بعدَ هذا العمرِ؟ وبماذا
تنصحوني؟ وعليكم الحمدُ للهِ
ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على رسولِه الأمينِ، وعلى آلِه، وصحبِه أجمعينَ. أمَّا بعدُ؛ فإنَّ ممَّا
امتَنَّ اللهُ به على هذه الأُمَّةِ أن أكرمها وخَصَّها بالقرآنِ الكريمِ، وجعله
لها حُجَّةً وبرهانًا، ونورًا وإيمانًا. ومِن عظيمِ امتنانِه على عبادِه: أن يسَّر
لهم حفظَ القرآنِ الكريمِ، وأكرمهم بحملِه بينَ جوانحِهم، يتلونه آناءَ اللَّيلِ
وأطرافَ النَّهارِ؛ جعَلَنا اللهُ جميعًا منهم. واستشارتُك
-أخي الكريمَ- دليلٌ على رجاحةِ عقلِك، وحُبِّك للخيرِ، وحرصِك واهتمامِك. وهذه
الاستشارةُ -حقيقةً- مِن الأهمِّيَّةِ بمكانٍ؛ وذلك لأمورٍ، منها: - أنَّ
المسلمَ لا غنَى له عن القرآنِ الكريمِ؛ فهو مأمورٌ بتلاوتِه والعملِ به. - أنَّ
القرآنَ الكريمَ هو مشروعُ المسلمِ في حياتِه كلِّها؛ فمسلمٌ لا يقرأُ القرآنَ كيف
يحيا حياةً طيِّبةً؟! - عِظَمُ
الأجورِ الَّتي يُحصِّلُها المسلمُ أو المسلمةُ مِن قراءةِ القرآنِ الكريمِ. - الاستفادةُ
من أحكامِه، والائتمارُ بأوامرِه، والانتهاءُ عن نواهيه وزواجرِه. - أخذُ العِظَةِ
والعِبرةِ ممَّا فيه من أخبارِ مَن سلَف، وما يكونُ ممَّا سيأتي من اليومِ الآخِرِ،
ونحوِه. وأمَّا ما ذكرتَ من سؤالِك: هل أستطيعُ
أن أحفظَ القرآنَ الكريمَ في هذه السِّنِّ؟ فالجوابُ: نعم،
وألفُ نعم؛ فإنَّ القرآنَ ليس له سِنٌّ مُحدَّدةٌ في الحفظِ، بل العمرُ كلُّه
ميدانٌ رَحْبٌ لتلاوةِ القرآنِ وحفظِه، وهذا مِصداقُ قولِ اللهِ جلَّ جلاله: ] وَلَقَدْ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِر[
[القمر: 17]؛ فمَن يُعارِضُ هذا فإنَّه يُعارِضُ
القرآنَ الكريمَ! وأمَّا ما يَتحجَّجُ به بعضُهم مِن أنَّ
الحفظَ في الصِّغَرِ لا في الكِبَرِ، وقولِهم: "العلمُ في الصِّغَرِ كالنَّقشِ
على الحجرِ"؛ فليس على إطلاقِه. نعم، الحفظُ
في الصِّغَرِ أَوْفَقُ وأفضلُ؛ وذلك لِمَن تَهيَّأ له ذلك؛ لأنَّ الحفظَ في الصِّغَرِ
يُميِّزُه أمرانِ: خُلُوُّ الذِّهنِ عن الهمومِ، وخُلُوِّ البدنِ عن الشَّواغلِ؛ ممَّا
يُعِينُه على التَّركيزِ. فالصَّغيرُ يَتهيَّأُ له ما لا يَتهيَّأُ
لغيرِه ممَّن اشتغَل ذِهنُه بمعيشتِه وأمرِ دنياه، وكثُرتْ مشاغلُ بدنِه بأعمالِه
وتكاليفِه؛ لكنْ مَن تَوفَّر له هذانِ الأمرانِ فحَسَنٌ، ومَن لم تَتهيَّأُ له
فجاهَد نفسَه على الحفظِ في الكِبَرِ فهو أعظمُ أجرًا، معَ ما يكونُ له مِن الخيرِ
والبركةِ بسببِ مجاهدتِه لنفسِه وذهنِه ووقتِه. وممَّا يُستأنَسُ به في بابِ الحفظِ في
الكِبَرِ: أنَّ الصَّحابةَ الكِرامَ تَلقَّوُا القرآنَ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ وهم كِبارٌ
في السِّنِّ، ورغمَ هذا حَفِظَوا القرآنَ وأتقنوه، وعَمِلُوا به وعلَّموه، بل فتحوا
به الدُّنيا! وكذا ورد عن كثيرٍ من العلماءِ السَّابقين
أنَّهم ما حَفِظُوا القرآنَ إلَّا على كِبَرِ سِنٍّ، والأمثلةُ في هذا كثيرةٌ جدًّا،
ولعلَّك تراجعُها في مَظانِّها. وأمَّا ما أنصحُك به؛ فأنصحُك
ابتداءً بمراجعةِ رسالةٍ كتبتُها بعنونِ: "القواعدُ
الجامعةُ والوصايا النَّافعةُ للحفظِ المتقَنِ للقرآنِ الكريمِ"،
وهذا رابطُها: https://www.aljebaan.com/play.php?catsmktba=1077 كما أنصحُك أن تُركِّزَ على ما يأتي: 1- ارتَبِطْ بشيخٍ حافظٍ، أو حلقةٍ
تنتظمُ فيها ليتمَّ التَّسميعُ لك والمتابعةُ. 2- قلِّلِ المحفوظَ، وأَكثِرِ التَّعاهدَ. 3- ابدأْ بما يَسهُلُ حفظُه عليك؛
كقِصَارِ السُّوَرِ، وقصارِ الآياتِ؛ لأنَّ بدءَ لحفظِ بالآياتِ الطَّويلةِ أو السُّوَرِ
الطَّويلةِ يُسبِّبُ نوعَ نفورٍ عن متابعةِ الحفظِ، في حينِ أنَّ حفظَ قِصَارِ السُّوَرِ
وقِصَارِ الآياتِ يُعزِّزُ من رغبتِك وهِمَّتِك معًا لمتابعةِ الحفظِ. 4- عليكَ أن
تقومَ اللَّيلَ بما حَفِظتَ؛ فقيامُ اللَّيلِ يساعدُك في تثبيتِ المحفوظِ؛ وعليكَ
أن تتعاهدَ حفظَك بالمراجعةِ والإتقانِ قبلَ الشُّروعِ في القيامِ؛ لتَتجنَّبَ
الخطأَ في الصَّلاةِ. 5- عليك بالاستماعِ الدَّائمِ
للقرآنِ الكريمِ كلَّما سنَحتِ الفرصةُ، وهذا يفيدُ في تثبيتِ ما تَمَّ حفظُه،
وكذلك ما أنت بصَدَدِ حفظِه، والأفضلُ الاستماعُ للحفظِ في أثناءِ الاستراحةِ؛ فإنَّه
يُعِينُ على الحفظِ والتَّثبيتِ. 6- أَكثِرْ من مطالعةِ الكتبِ الَّتي
تُبيِّنُ لك فضلَ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ وحفظِه، ومنزلةَ حافظِ القرآنِ عندَ اللهِ
تعالى. أسألُ اللهَ العظيمَ أن يُسدِّدَ منك
القولَ والعملَ، وأن يُعِينَك على هذا الواجبِ العظيمِ، وأن يُعِينَك على أمورِ
دينِك ودُنياك.
روابط ذات صلة
الاستشارة السابق :: والِدي يقسُو عليَّ؟! :: | الاستشارات المتشابهة | الاستشارة التالي :: حِفظُ القرآنِ الكريمِ حالَ الكِبَرِ :: |
تصميم وتطوير كنون