۩ البحث ۩



البحث في

۩ إحصائية الزوار ۩

الاحصائيات
لهذا اليوم : 327
بالامس : 474
لهذا الأسبوع : 1654
لهذا الشهر : 1235
لهذه السنة : 454355

۩ التواجد الآن ۩

يتصفح الموقع حالياً  27
تفاصيل المتواجدون

:: وانقَطَع الوَتَرُ ! ::

المقال

:: وانقَطَع الوَتَرُ ! ::

 د. ظَافِرُ بنُ حَسَنٍ آلُ جَبْعَانَ

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

وانقَطَع الوَتَرُ !

كنتُ اليومَ معَ أحدِ إخواني، ممَّن يعملُ في أحدِ المُستشفَياتِ، وكان يَقُصُّ عليَّ قِصَّةً لطبيبٍ من كبارِ الأطبَّاءِ في ذلكم المُستشفَى الَّذي يعملُ فيه ..

كان هذا الطَّبيبُ (الاستشاريُّ) يُجرِي بعضَ العمليَّاتِ الجراحيَّةِ، وبينما كان يُجهِّزُ لعمليَّةٍ أخرى وقعتْ يدُه على مِشْرَطٍ حادٍّ جدًّا يُستخدَمُ في استئصالِ الأورامِ والأعضاءِ، فجرَحه هذا المِشرطُ، وقطَع وَتَرَ إصبعِه الوسطى من جهةِ الكَفِّ!

فارتجف الطَّبيبُ، وطلب من زميلٍ له استشاريٍّ أن يُجرِيَ له عمليَّةَ إعادةِ الوترِ، لكنْ -طِبِّيًّا- الوترُ لا يبقى قريبًا من الجرحِ، بل ينكمشُ إلى الدَّاخلِ، ويحتاجُ إلى تَتبُّعِه وسحبِه وربطِه!

فحاوَلَ الطَّبيبُ الثَّاني (الزَّميلُ) حَلَّ المشكلةِ، لكنَّه لم يُفلِحْ، فاضطُرَّ إلى تخديرِ كبيرِ الأطِبَّاءِ تخديرًا كُلِّيًّا، ثُمَّ أجرى له عمليَّةَ ربطِ الوترِ ..

وكان جميعُ الأطبَّاءِ يُدِيرون هذه العمليَّةَ، وكبيرُ الأطبَّاءِ مُستلقٍ بينَ أيدِيهم يُقلِّبونه كيفما شاؤوا، وهو عاجزٌ عن نفعِ نفسِه!

وفي النِّهايةِ، نجحت العمليَّةُ، ونجَّى اللهُ الطَّبيبَ؛ فله الحمدُ -سبحانه- أن شفَى وعافَى.

وحينَ كان صاحبي يَقُصُّ عليَّ تلك القِصَّةَ -يعلمُ اللهُ تعالى- أَحسَستُ بشيءٍ داخليٍّ يتحرَّكُ فيَّ، وما شعرتُ إلَّا وأنا أُردِّدُ قولَ الشَّاعرِ إبراهيم علي بديوي:

قُلْ لِلطَّبيبِ تَخطَّفتْه يدُ الرَّدَى: ... مَن يا طَبِيبُ بِطِبِّه أَردَاكا؟!

قُلْ لِلمَرِيضِ نَجَا وعُوفِي بعدَما ... عَجَزتْ فُنُونُ الطِّبِّ: مَن عافاكا؟!

قُلْ لِلصَّحيحِ يموتُ لا مِن عِلَّةٍ: ... مَن بِالمَنايا يا صحيحُ دهاكا؟!

إِنَّه مهما بلغ العبدُ من العلمِ والمعرفةِ، والقُدرةِ والقُوَّةِ، والسُّلطةِ والعِزَّةِ، فإذا حان المكتوبُ، وجرى القلمُ بالمقدورِ = فلا العلمُ يُفِيدُ، ولا القُوَّةُ تُطِيقُ، ولا السُّلطةُ تمنعُ، ولا العِزَّةُ تدفعُ، وكُلُّها تَقِفُ في صمتٍ رهيبٍ، وذهولٍ عجيبٍ تتلقَّى المكتوبَ، وتسكتُ عن المقدورِ!

يا أخا الغفلةِ والتَّسويفِ، ويا صاحبَ القُوَّةِ والسُّلطانِ: سيأتي عليكَ يومٌ تُقهَرُ فيه، وتُذَلُّ فيه! إنَّه يومٌ شكى منه العلماءُ، وبكى منه الحكماءُ، ووَجِل منه العظماءُ، وما يُحِبُّ ذِكرَه الأغنياءُ!!

أتدري لماذا؟!

لأنَّه يقطعُ على أهلِ اللَّذَّةِ لَذَّتَهم، وعلى أهلِ العِزَّةِ عِزَّتَهم، وعلى أهلِ الغِنى غِناهم!!

خِتَامًا: أَعِدُّوا للسُّؤالِ جوابًا، وللجوابِ صوابًا، واتَّقُوا ربَّكم؛ فإنَّكم إليه راجعون، وعن الدُّنيا راحلون.

قال أحدُ الملوكِ لأحدِ العلماءِ: يا إمامُ، لماذا نَكرَهُ الموتَ، ونُحِبُّ الحياةَ؟

فقال العالمُ الحكيمُ: لأنَّكم عمَّرتُم الدُّنيا، وخرَّبتُم الآخرةَ، فتَخشَوْن أن تخرجوا من العَمارِ إلى الخرابِ!

فقال له الملكُ: صدقتَ.

وقال ملكُ الملوكِ سُبحانَه: {واتَّقُوا يومًا تُرجَعُونَ فيه إلى اللهِ ثُمَّ تُوفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وهم لا يُظلَمُون} [البقرة: 281].

السَّبت 1429/3/14

السُّلطةُ , المقدورِ! , بالمقدورِ , عجيبٍ , المكتوبَ، , في , والمعرفةِ، , فلا , رهيبٍ، , العلمِ , والقُدرةِ , من , يُفِيدُ، , فإذا , عن , تمنعُ، , تَقِفُ , بلغ , تُطِيقُ، , وذهولٍ , صمتٍ , ولا , تدفعُ، , القُوَّةُ , والعِزَّةِ، , العبدُ , القلمُ , وجرى , المكتوبُ، , مهما , وكُلُّها , العلمُ , والسُّلطةِ , حان , وتسكتُ , العِزَّةُ , والقُوَّةِ، , تتلقَّى

جديد المقالات

تصميم وتطوير كنون