۩ البحث ۩



البحث في

۩ إحصائية الزوار ۩

الاحصائيات
لهذا اليوم : 357
بالامس : 474
لهذا الأسبوع : 1684
لهذا الشهر : 1265
لهذه السنة : 454385

۩ التواجد الآن ۩

يتصفح الموقع حالياً  48
تفاصيل المتواجدون

:: وَرَعُ النَّقَلةِ ::

المقال

:: وَرَعُ النَّقَلةِ ::

 د. ظافرُ بنُ حسنٍ آلُ جَبْعانَ



بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

ومنه المعونةُ والتَّسديدُ

وَرَعُ النَّقَلةِ

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشُّكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ تعظيمًا لشانِه، وأشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه المُصطفَى من بينِ إخوانِه.

أمَّا بعدُ؛ ففي خِضَمِّ هذه الأحداثِ المتلاحقةِ الَّتي تَمُرُّ بالأُمَّةِ المُحمَّديَّةِ، وتَقلُّباتِ الأحوالِ، وحَيْرةِ الأذهانِ، وكثرةِ الفتنِ، وتَتابُعِ الأخبارِ، وتَفنُّنِ النَّقَلةِ وتَلوُّنِهم؛ ومن خلالِ ما تَهيَّأ للنَّاسِ من أسبابِ التَّواصلِ السَّريعِ، والتِّقْنيَّةِ الحديثةِ، واستطاعةِ الجميعِ المشاركةَ؛ سواءٌ بالكتابةِ أو النَّقلِ أو الصَّوتِ أو غيرِ ذلك = أصبَح نقلُ الأخبارِ والأحداثِ، والعلومِ والمعارفِ مُتيسِّرًا للأغمارِ -فضلًا عن الكبارِ-، وأصبح التَّواصلُ ومعرفةُ الأخبارِ من السُّهولةِ الَّتي لم يَسبِقْ إليها عصرٌ من العصورِ ولا زمنٌ من الأزمانِ، وهذا من عجيبِ خلقِ اللهِ وتدبيرِه، وإيجادِه وتصويرِه!

وليس العَجَبُ من هذا، إنَّما العَجَبُ من سرعةِ تناقلِ النَّاسِ للأخبارِ، ونقلِهم للأقوالِ دونَ تَريُّثٍ أو حسابٍ، أو سابقِ معرفةٍ أو اطِّلاعٍ؛ بل في أحايينَ كثيرةٍ دونَ قراءةٍ أو تحريرٍ دقيقٍ لِمَا يُنقَلُ ويُقالُ، فيتمُّ نقلُ الأكاذيبِ والادِّعاءتِ، والأقاويلِ المدسوسةِ والمُلفَّقةِ، والأحاديثِ الموضوعةِ والقصصِ المُفَبرَكةِ، والبِدَعِ والمُحْدَثاتِ؛ والتَّسويقُ للجهلةِ والضُّعفاءِ، والمساكينِ والبسطاءِ الَّذين لا يُحسِنون قولًا، ولا يفقهون علمًا، ولا يعرفون واقعًا، ولا يَدْرُون شيئًا عمَّا هم فيه وعليه!

بل يزدادُ الأمرُ سوءًا والحالُ غَبْنًا إذا أخذ أحدُهم في إلزامِ النَّاسِ بأيمانٍ مُغلَّظةٍ، ودعواتٍ مُفْجِعةٍ: إن لم تَنقُلْ هذه الأقاويلَ والأخبارَ أن يفعلَ اللهُ بكَ كذا وكذا!!

بل تجاوَز الأمرُ الحدَّ حتَّى صِرْنا نرى مثلَ هذه التَّصرُّفاتِ والحماقاتِ تصدرُ ممَّن يحملُ الشَّهاداتِ، أو يَحسَبُ نفسَه من أهلِ الخيرِ والصَّلاحِ؛ وتزدادُ المصيبةُ إذا صدَرتْ هذه الأمورُ ممَّن يُحسَبُ على الدَّعوةِ والعلمِ وأهلِ الفضلِ!!

وهنا تُصِيبُكَ الدَّهشةُ والاستغرابُ، ويَتمَلَّكُكَ العَجَبُ مِن هذه التَّصرُّفاتِ الَّتي لا تستطيعُ تفسيرَها وتحليلَها إلَّا أن تكونَ صدَرتْ من إنسانٍ جاهلٍ لا يُحسِنُ شيئًا إلَّا القصَّ واللَّصقَ، والتَّدويرَ والنَّشرَ، أو صدَرتْ من إنسانٍ غيرِ مُبالٍ بما يفعلُ إلَّا أن تكونَ غايتُه: (أنِّي موجودٌ)، و (أنا مِثلُكم أتابعُ وأقرأُ، وأُحلِّلُ وأُلخِّصُ، وأَعِظُ وأُحدِّثُ)، أو تَصدُرُ من شخصٍ يتَّصِفُ بقِلَّةِ الدِّيانةِ وضعفِ الورعِ، أو تصدرُ ممَّن حامِلُه الضَّحِكُ واللَّعِبُ، والسُّخريَّةُ والاستهزاءُ، فيُسارِعُ في إحداثِ الافتراءاتِ أو نقلِها حتَّى يَضحَكُ ويُضحِكَ!

وكم من ضاحكٍ بمِلْءِ فيه، واللهُ ساخطٌ عليه! يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحدِّثُ فيَكذِبُ ليُضحِكَ به القومَ، وَيْلٌ له، وَيْلٌ له» [أخرجه أحمدُ 5/2، وأبو داودَ (4992)، والتِّرمذيُّ (2315) عن معاويةَ بنِ حَيْدةَ رضي اللهُ عنه]، ويقولُ أيضًا: «إنَّ العبدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمةِ مِن سَخَطِ اللهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ»! [أخرجه البخاريُّ (6478) عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه]، نسألُ اللهَ السَّلامةَ والعافيةَ.

وهنا حُقَّ لنا أن نسألَ:

أين الآدابُ الَّتي أدَّبَنا بها القرآنُ الكريمُ، وحثَّنا عليها المصطفى الأمينُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؟!

أين الخوفُ مِن تَبِعةِ هذا النَّقلِ؟!

أين الورعُ أيُّها النَّقَلةُ؟!

يقولُ الحسنُ البصريُّ -رحمه اللهُ تعالى-: (مِثقالُ ذَرَّةٍ من الورعِ خيرٌ من ألفِ مِثقالٍ من الصَّومِ والصَّلاةِ) [«الرِّسالة القُشَيريَّة» 1/236].

وقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ -رضي اللهُ عنه-: (كُنَّا نَدَعُ سبعينَ بابًا من الحلالِ؛ مخافةَ أن نقعَ في بابٍ من الحرامِ) [«الرِّسالة القُشَيريَّة» 1/233].

ورُوِي عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: (لا يَبلُغُ العبدُ حقيقةَ التَّقوى حتَّى يدعَ ما لا بأسَ به حَذَرًا ممَّا به بأسٌ) [«جامع التِّرمذيِّ» (2620) ط دار التَّأصيل، و«سنن ابن ماجه» (4248) ط دار التَّأصيل، وضعَّفه الألبانيُّ في «غاية المرام» ص130 (178). ويُنظَر أيضًا: «مدارج السَّالكين» لابن القيِّم ص1388 ط دار الصميعي].

فأين نحنُ عن مثلِ هذا البابِ العظيمِ (بابِ الوَرَعِ)؟!

لقد بيَّن لنا القرآنُ الكريمُ فقهَ التَّعاملِ معَ الأخبارِ ونَقَلتِها؛ فجاء الأمرُ بالتَّثبُّتِ في نقلِ الأخبارِ، وعدمِ الاستعجالِ في نشرِها وإذاعتِها إلَّا بعدَ التَّحقُّقِ منها ومن ثبوتِها، وهذه قاعدةٌ مُهِمَّةٌ؛ وهي: (وجوبُ التَّثبُّتِ في الأخبارِ عامَّةً، وفي خبرِ الفاسقِ خاصَّةً)، فإذا لم تَثِقْ بقولِ المُخبِرِ فيجبُ أن تَتَثبَّتَ، وألَّا تَتَسرَّعَ في الحكمِ؛ لأنَّكَ رُبَّما تتسرَّعُ وتبني على هذا الخبرِ الكاذبِ أحكامًا فتندمُ فيما بعدُ!

قال اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].

وقال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النِّساء: 83].

قال الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمه اللهُ تعالى-: (هذا تأديبٌ من اللهِ لعبادِه عن فعلِهم هذا غيرِ اللَّائقِ, وأنَّه ينبغي لهم إذا جاءهم أمرٌ من الأمورِ المُهِمَّةِ والمصالحِ العامَّةِ ما يَتعلَّقُ بالأمنِ وسرورِ المؤمنينَ، أو بالخوفِ الَّذي فيه مصيبةٌ عليهم: أن يَتَثبَّتوا، ولا يَستعجِلوا بإشاعةِ ذلك الخبرِ، بل يَرُدُّوه إلى الرَّسولِ وإلى أولي الأمرِ منهم؛ أهلِ الرَّأيِ والعلمِ والنُّصحِ والعقلِ والرَّزانةِ، الَّذين يعرفون الأمورَ، ويعرفون المصالحَ وضِدَّها:

- فإنْ رأَوْا في إذاعتِه مصلحةً، ونشاطًا للمؤمنينَ، وسرورًا لهم، وتَحرُّزًا من أعدائِهم؛ فعلوا ذلك.

- وإنْ رأَوْا أنَّه ليس فيه مصلحةٌ، أو فيه مصلحةٌ ولكنَّ مَضَرَّتَه تزيدُ على مصلحتِه؛ لم يُذِيعوه.

ولهذا قال: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}؛ أي: يستخرجونه بفكرِهم وآرائِهم السَّديدةِ وعلومِهم الرَّشيدةِ) [«تفسير السعدي» 190].

إنَّ الأخبارَ الَّتي يتناقلُها النَّاسُ اليومَ، لا تخرجُ عن كونِها: صدقًا محضًا، أو كذبًا محضًا، أو صدقًا اختلط به كذبٌ، أو كذبًا اختلط به صدقٌ.

فإنْ كان ما يُنقَلُ صدقًا محضًا؛ فهنا نسألُ:

هل يجوزُ نقلُه؟! فقد يكونُ مُتعلِّقًا بأعراضِ النَّاسِ، أو بفضيحةِ إنسانٍ، أو بغِيبةٍ أو بنميمةٍ ونحوِ ذلك.

وهل يُناسِبُ نقلُه؟! فقد يكونُ ممَّا يَخُصُّ فئةً دونَ فئةٍ، فيكونُ فتنةً لِمَن ليس لهم، ونحوُ ذلك.

وما المصلحةُ مِن نقلِه؟! فقد تكونُ المصلحةُ طيَّه لا نشرَه، وحذفَه لا حِفظَه.

هذا إذا كان ما يَنقُلُه صدقًا؛ فكيف إذا كان كذبًا؟ أو كذبًا اختلط بصدقٍ؟ أو صدقًا اختلط بكذبٍ؟!

ففي هذه الحالاتِ: إنْ عَلِمَ بكذبِه أو اختلاطِه، وتجرَّأ على نقلِه ونشرِه؛ فلن يسلمَ من الكذبِ، والوقوعِ فيه، وبهذا يكونُ أحدَ الكاذِبَينِ. يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «كفَى بالمرءِ كَذِبًا أن يُحدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ» [أخرجه مسلمٌ (5)].

ولن يسلمَ من عهدةِ ما أرسله ولو قال: (العُهْدةُ على مَن أرسله)، أو (بلَغَني)، أو (منقول)؛ فإنَّ مِثلَ هذه الفعلةِ تدخلُ غالبًا في بابِ الكذبِ والبهتانِ، والتَّجنِّي والافتراءِ، ولو اعتذر المُرسِلُ وزاد في الاعتذارِ. يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ "زعَمُوا"» [أخرجه أحمدُ 4/119، وأبو داودَ (4972)]، ويقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيضًا: «إيَّاكُمْ والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحديثِ» [أخرجه البخاريُّ (5143)، ومسلمٌ (2563)].

بل لا يسلمُ مِن الوعيدِ الَّذي رتَّبه الشَّارعُ على مَن كذَب وافترى؛ يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إيَّاكُمْ والكَذِبَ؛ فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عندَ اللهِ كَذَّابًا» [أخرجه البخاريُّ (5743)، ومسلمٌ (2607)].

هذا الوعيدُ في الكاذبِ؛ فكيف بمَن بلَغتْ كذبتُه الآفاقَ؟! تأمَّلْ في قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حديثِ البرزخِ: «فأَتَيْنا على رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وإذا آخَرُ قائمٌ عليه بِكَلُّوبٍ مِن حَدِيدٍ، وإذا هو يأتي أحدَ شِقَّيْ وجهِه فيَشُقُّ شِدْقَهُ إلى قَفَاهُ، ومَنْخِرَهُ إلى قَفَاهُ، وعَيْنَهُ إلى قَفَاهُ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إلى الجانبِ الآخَرِ فيَفْعَلُ به مِثْلَ ما فعَل بالجانبِ الأوَّلِ، فما يَفْرُغُ مِن ذلك الجانبِ حتَّى يَصِحَّ ذلك الجانبُ كما كان، ثُمَّ يَعُودُ عليه فيَفْعَلُ مِثْلَ ما فعَل المرَّةَ الأُولَى. قال: قُلْتُ: سبحانَ اللهِ، ما هَذَانِ؟! قالا: هذا الرَّجُلُ يَغْدُو مِن بيتِه فيَكْذِبُ الكَذْبةَ تَبْلُغُ الآفاقَ، فيُصْنَعُ به إلى يومِ القِيامةِ» [أخرجه البخاريُّ (6640)].

فهذا الَّذي يكذبُ الكذبةَ فتبلغُ الآفاقَ، وفي هذه الأيَّامِ -ومعَ هذه التِّقْنيَّةِ الحديثةِ- فإنَّ الكذبةَ قد تصلُ الآفاقَ في سُوَيعاتٍ، بل في دقائقَ! فأين هؤلاء النَّقَلةُ عن مثلِ هذا الوعيدِ والتَّهديدِ؟!

والأعظمُ من ذلك والأشنعُ إنْ كان الكذبُ والافتراءُ في حقِّ اللهِ تعالى، وحقِّ رسولِه، وحقِّ دينِه؛ فإنَّ هذا هو الضَّلالُ المستبينُ، والخسرانُ المبينُ، يقولُ العليمُ الحكيمُ: {إنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ على اللهِ الكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ} [النَّحل: 116]!

فإذا كان معَ هذا الكذبِ استهزاءٌ وسُخْريَّةٌ، وتَهكُّمٌ وازدراءٌ؛ فهذا العملُ رِدَّةٌ عن دينِ الإسلامِ؛ فالاستهزاءُ والسُّخريَّةُ والتَّهكُّمُ بشيءٍ من دينِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، أو ثوابِ اللهِ، أو عقابِه = كفرٌ، يقولُ -تعالى- عمَّن استَهزَؤُوا بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابِه في غزوةِ تبوكَ: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ _ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التَّوبة: 65-66]، فتأمَّلْ حكمَ اللهِ عليهم بالكفرِ معَ أنَّهم هازئون غيرُ جادِّينَ، ومعَ ذلك لم يَسلَموا مِن تَبِعةِ هذا القولِ!

وبهذا يجبُ على المسلمِ أن يعلمَ خطورةَ هذه الفعلةِ الشَّنيعةِ، والجريرةِ العظيمةِ الَّتي قد تُوبِقُ دُنْياه وأُخْراه، وتذهبُ بصالحِ عملِه وتُحبِطُه.

وختامًا، أخي النَّاقلَ: تَحلَّ بشيءٍ من الورعِ في النَّقلِ، وكُنْ ممَّن يُمسِكون عليهم ألسنتَهم، وأقلامَهم، وأصابعَهم، وخُذْ هذه النَّصيحةَ من أخٍ لك مُشفِقٍ:

قِفْ معَ هذه الآيةِ الكريمةِ: {إنَّ السَّمعَ والْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} [الإسراء: 36]، وقفةَ تأمُّلٍ وتَدبُّرٍ وعملٍ، وضَعْ نفسَك في ميزانِها، وقولَك على قِسْطاسِها؛ حتَّى لا تخرجَ عن فُسْطاطِها، فتكونَ من المُعذَّبينَ. نعوذُ باللهِ من سوءِ الحالِ، وضعفِ الدِّيانةِ، وقِلَّةِ الحِيلةِ!

والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ على نبيِّنا مُحمَّدٍ، وعلى آلِه وصحبِه، وسلَّم.

جديد المقالات

تصميم وتطوير كنون