۩ القائمة الرئيسية ۩
۩ فوائد علمية ۩
۩ القصص الدعوية ۩
۩ البحث ۩
۩ الاستشارات ۩
۩ إحصائية الزوار ۩
۩ التواجد الآن ۩
يتصفح الموقع حالياً 8
تفاصيل المتواجدون
:: البُعدُ جَفاءٌ !! ::
المقال
:: البُعدُ جَفاءٌ !! ::
د. ظَافِرُ بْنُ حَسَنٍ آلُ جَبْعَان
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
البُعدُ جَفاءٌ !!
قد لا يكونُ بينَنا في الأصلِ شيءٌ، لكنَّ البُعدَ -حقيقةً- يُورِثُ الجفاءَ، فأنتَ قد تَظُنُّ أنَّ بعضَ النَّاسِ لا يُرِيدُكَ، أو أنَّ في نفسِه عليكَ شيئًا؛ فيَستثمِرُ الشَّيطانُ ذلك الوارِدَ، ويَستغِلُّ ذلك الخاطِرَ، ويُوَسوِسُ في الصَّدرِ؛ فيزدادُ بذلك الشَّقاءُ، ويَحصُلُ الجفاءُ، وتَحُلُّ القَطِيعةُ والبغضاءُ!
ويكونُ الرَّابحُ في الختامِ هو مَن جعل اللهُ الشَّقاءَ حليفَه، والطَّردَ جزاءَه، واللَّعنةَ رَفِيقَه، والنَّارَ مصيرَه؛ أَلَا وهو إبليسُ قبَّحه اللهُ!
ويكونُ الخاسرُ في الختامِ هو أنتَ أيُّها الأخُ الكريمُ، لَمَّا طاوَعتَ شيطانَكَ، وسِرتَ على خُطَى الوهمِ والهذيانِ، فكنتَ لأخيكَ مُبغِضًا، ولقُربِه مُفارِقًا، ولأُنسِكَ به مُخالِعًا، فتكونُ الهُوَّةُ سحيقةً، والفِراقُ أكيدًا، والصَّفاءُ منقرضًا!
فتعيشُ وحيدًا شريدًا، تَتحسَّسُ مِن كُلِّ شيءٍ، وتُقلِّبُ الأمورَ على كُلِّ وجهٍ، تَتربَّصُ به لظنِّكَ أنَّه بكَ مُتربِّصٌ! فما هو إلَّا لقاءٌ واحدٌ، ومَجلِسٌ يُؤلِّفُ بينَكما، فإذا ما كان في النَّفسِ غثاءٌ، وما جال في الفِكرِ هباءٌ، وكان البلاءُ من الشَّيطانِ والنَّفسِ، وإذا بالجفاءِ ينقلبُ إلى صفاءٍ، فتنقلبُ وأنتَ في سعادةٍ وهناءٍ، وتقولُ معَها في ندمٍ على ما مضى: نَعَمْ، البُعدُ جفاءٌ.
فما أجملَ الائتلافَ، وما أَقبَحَ الفُرقةَ والاختلافَ!
ولو أنَّا تَقَارَبْنا لَكُنَّا ... إلى العَلْياءِ دَوْمًا في تَسَامي
ولَكِنَّـا تَجَافَيْنا فَكـ ... ـانَ البُعدُ مِنَّا في تَنَامي
وختامًا: أُحذِّرُكَ أُخَيَّ مِن إساءةِ الظَّنِّ، والاستِرسالِ في الخواطرِ السَّيِّئةِ؛ فقد حذَّر -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مِن إساءةِ الظَّنِّ، وبيَّن أنَّه أعظمُ الكذبِ؛ فعن أبي هُرَيرةَ -رضي اللهُ عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلا تَجَسَّسُوا، وَلا تَحَسَّسُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» [أخرجه البخاريُّ، ومسلمٌ].
والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.