۩ البحث ۩



البحث في

۩ إحصائية الزوار ۩

الاحصائيات
لهذا اليوم : 362
بالامس : 474
لهذا الأسبوع : 1689
لهذا الشهر : 1270
لهذه السنة : 454390

۩ التواجد الآن ۩

يتصفح الموقع حالياً  52
تفاصيل المتواجدون

:: ما يُشرَعُ للإنسانِ حينَ يرى ما يُعجِبُه ::

المسألة

:: ما يُشرَعُ للإنسانِ حينَ يرى ما يُعجِبُه ::

 د.ظَافِرُ بْنُ حَسَنٍ آل جَبْعَان

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

اللَّهُمَّ اهدِني وسدِّدْني وثبِّتْني

ما يُشرَعُ للإنسانِ حينَ يرى ما يُعجِبُه

هذه المسألةُ من المسائلِ المُهِمَّةِ الَّتي ينبغي فِقهُها جيِّدًا؛ لأنَّها ممَّا يحتاجُه النَّاسُ بكثرةٍ، ولها أثرٌ على أنفسِهم وأولادِهم وأموالِهم.

وقبلَ الإجابةِ على هذه المسألةِ، يجدرُ التَّنبيهُ أنَّه يجبُ على مَن يَجِدُ من نفسِه أنَّها تَعِينُ وتَحسُدُ عندَما ترى ما يُعجِبُها أن يتَّقيَ اللهَ -عزَّ وجلَّ- في نفسِه، وَلْيَعلَمْ أنَّ هذا مِن الظُّلمِ الَّذي حرَّمه اللهُ، وهو إيذاءُ النَّاسِ والتَّعدِّي على حقوقِهم، وعليه أن يُسارِعَ إلى التَّوبةِ إلى اللهِ -عزَّ وجلَّ- من هذا الفعلِ القبيحِ، والعملُ بالأسبابِ الشَّرعيَّةِ عندَ رؤيةِ ما يُعجِبُه؛ فيجبُ وجوبًا -ويأثَمُ عندَ تركِه- إذا رأى ما يُعجِبُه أن يُبرِّكَ، وهذا الثَّابتُ عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كما في قصّةِ سهلِ بنِ حُنَيفٍ وعامرِ بنِ ربيعةَ عندما أصاب عامرٌ سهلًا بعينِه، فقال النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «عَلَامَ يَقتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟! هَلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ» [أخرجه أحمدُ 3/486، وابنُ ماجه (3509)، وصحَّحه الألبانيُّ في "صحيحِ ابنِ ماجه" (2828)] أي: دعوتَ لأخيكَ بالبركةِ. فدَلَّ هذا الحديثُ على أنَّ التَّبريكَ يَرُدُّ العينَ، وهو واجبٌ كما ذكرتُ عندَ حصولِ سببِه.

وصفةُ التَّبريكِ أن يُقالَ: (بارَكَ اللهُ لكَ)، أو: (بارَكَ عليكَ)، أو: (اللَّهُمَّ بارِكْ له) أو: (اللَّهُمَّ بارِكْ عليه)، أو: (بارَكَ اللهُ له فيه)، والمقصودُ أن تدعوَ له بالبركةِ.

وتدعو كذلك لنفسِكَ وولدِكَ بالبركةِ، فبعضُ النَّاسِ قد يُصِيبُ زوجتَه وولدَه ومالَه! فإذا أَعجَبَكَ شيءٌ من ذلك فقُلْ: (اللَّهُمَّ بارِكْ لي فيه)، (بارِكْ لي في مالي ووَلَدِي)، وهكذا.

أمَّا قولُ: (ما شاءَ اللهُ، تبارَكَ اللهُ)؛ فهذه العبارةُ مُؤلَّفةٌ من شِقَّينِ:

الأوَّلُ: قولُ: (ما شاءَ اللهُ)، فهذه العبارةُ جاء عن بعضِ السَّلفِ أنَّه لا بأسَ من قولِها، وأنَّها تَرُدُّ العينَ، مُستنبِطًا ذلك من قولِه تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39]، قال الحافظُ ابنُ كثيرٍ -رحمه اللهُ تعالى-: (قال بعضُ السَّلفِ: مَن أَعجَبَه شيءٌ من حالِه أو مالِه أو ولدِه؛ فَلْيَقُلْ: ما شاءَ اللهُ، لا قُوَّةَ إلَّا باللهِ. وهذا مأخوذٌ من هذه الآيةِ الكريمةِ) ["تفسير ابن كثير" 3/114].

فلا حَرَجَ مِن قولِ: (ما شاءَ اللهُ، لا قُوَّةَ إلَّا باللهِ)، ولكنَّ الأَوْلى أن يتقيَّدَ المُكلَّفُ بما ورد عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في ذلك، وهو التَّبريكُ السَّابقُ ذِكرُه.

الثَّاني: قولُ: (تَبارَكَ اللهُ). وقولُ هذه العبارةِ ليس له أصلٌ ولا مكانٌ هنا، ولا تُؤدِّي معنى التَّبريكِ، فمعنى قولِ: (تبارَك اللهُ) هذا وصفٌ للهِ تعالى بأنَّه مُتبارِكٌ، وليس في ذلك دعاءٌ للمَخُوفِ عليه من العينِ والحسدِ، فالأصلُ ألَّا تُقالَ هذه العبارةُ.


تنبيهٌ: بعضُ النَّاسِ -هداهم اللهُ- إذا طُلِب منه أن يُبرِّكَ على شيءٍ؛ يغضبُ ويُرغِي ويُزبِدُ، ويقولُ: كيف تُسِيئُونَ الظَّنَّ بي؟!

وهذا خطأٌ وجهلٌ، فإنَّ طلبَ التَّبريكِ لا يعني إساءةَ الظَّنِّ بكَ، بل هو بابٌ من أبوابِ المعروفِ؛ لأنَّه يُذكِّرُكَ بأمرٍ أَمَرَكَ به رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، وقد أَثَّم العلماءُ مَن تَعمَّد تركَ التَّبريكِ معتقدًا أنَّه لا يُمكِنُ أن تقعَ عينُه على أحدٍ، وإذا أصاب الآخرينَ فإنَّه يَلزَمُه ما يَترتَّبُ على ما أصاب الآخرينَ.

واللهُ تعالى أعلمُ وأحكمُ.


الَّتي , وأموالِهم , المسائلِ , من , جيِّدًا؛ , يحتاجُه , ينبغي , على , هذه , ولها , النَّاسُ , المُهِمَّةِ , بكثرةٍ، , وأولادِهم , لأنَّها , أثرٌ , ممَّا , فِقهُها , أنفسِهم , المسألةُ

تصميم وتطوير كنون