حكم إهداء ثواب الأعمال إلى النبي صلى الله عليه وسلم

حكم إهداء ثواب الأعمال إلى النبي r

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:

فإهداء ثواب الأعمال الصالحة إلى النبي r لا يجوز إهداء ثواب الأعمال لا قراءة قرآن، ولا صلاة، ولا صيام للنبي r ، لأن السلف y من الصحابة وغيرهم لم يفعلوه، ومعلوم عند أقل الناس علماً أن جميع أعمال العباد الصالحة للنبي r مثل أجرها، لأنه r هو القائل:" من دل على خير فله مثل أجر فاعله"(1) ، وهو r من دلنا على الخير، فما من خير إلا ودل الأمة عليه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله تعالى ــ:( لم يكن من عمل السلف أنهم يصلُّون ويصومون ويقرؤون القرآن ويهدون للنبي r، كذلك لم يكونوا يتصدقون عنه، ويعتقون عنه؛ لأن كل ما يفعله المسلمون فله مثل أجر فعلهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً؛ وأما صلاتنا عليه، وسلامنا عليه، وطلبنا له الوسيلة، فهذا دعاء فيه لنا، ثيبنا الله عليه)(2).

وقال الشيخ محمد بن عثيمين ــ رحمه الله تعالى ــ:( بعض المحبين للرسول r يهدون إليه القرب كالختمة والفاتحة على روح محمد ــ كما يقولون ــ وما أشبه ذلك.

فنقول: هذا من البدع والضلال، أسألك أيها المهدي للرسول عبادة، هل أنت أشد حباً للرسول r من أبي بكر؟. إن قال: نعم؛ قلنا كذبت ثم كذبت ثم كذبت؛ وإن قال لا؛قلنا لماذا لم يهد أبو بكر للرسول r ختمة ولا فاتحة، ولا غيره.

فهذه بدعة، ثم إن عملك الآن، وإن لم تهد ثوابه سيكون للرسول r مثله، فإذا أهديت الثواب فمعناه أنك حرمت نفسك من الثواب فقط، وإلا فللرسولِ عملك أهديت أم لم تهد)(3).

وقد سئلت اللجنة الدائمة عن إهداء ثواب الختمة لروح النبي r.

فكان الجواب:( لا يجوز إهداء الثواب للرسول r، لا ختم القرآن ولا غيره؛ لأن السلف الصالح من الصحابة y ومن بعدهم لم يفعلوا ذلك، والعبادات توقيفية، وقد قال r:" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"(4)، وهو r له مثل أجور أمته من كل عمل صالح تعمله؛ لأنه هو الذي دعاها إلى ذلك، وأرشدها إليه، وقد صح عنه r أنه قال:" من دل على خير فله مثل أجر فاعله"(5) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي مسعود الأنصاري t)(6).

ــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة: باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركب وغيره، وخلافته في أهله بخير (3/1506برقم:1893).

(2) رسالة في إهداء الثواب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (ص:125- 126).

(3) بدع وأخطاء ومخالفات شائعة تتعلق بالجنائز والقبور والتعازي(ص:313-314).

(4) أخرجه البخاري في كتاب البيوع: باب إذا اصطلحوا على صلح جور...(الفتح5/640برقم:2697)، وأخرجه مسلم في كتاب الأقضية: باب نقض الأحكام الباطنة، ورد محدثات الأمور(3/1343برقم:1718).

(5) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة: باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركب وغيره، وخلافته في أهله بخير (3/1506برقم: 1893).

(6) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية(9/58-59).