۩ القائمة الرئيسية ۩
۩ فوائد علمية ۩
۩ القصص الدعوية ۩
۩ البحث ۩
۩ الاستشارات ۩
۩ إحصائية الزوار ۩
۩ التواجد الآن ۩
يتصفح الموقع حالياً 36
تفاصيل المتواجدون
:: حكمُ لعبِ البلوت ::
المسألة
:: حكمُ لعبِ البلوت ::
د. ظافرُ بنُ حسنٍ آلُ جَبْعانَ
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
ومنه المعونةُ والسَّدادُ
حكمُ لعبِ البلوت
الحمدُ للهِ ربِّ
العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِه الأمينِ، وعلى آلِه، وصحبِه أجمعينَ.
أمَّا بعدُ؛ فيتساءلُ البعضُ عن حكمِ
لُعْبةِ البلوت، أو ما يُسمَّى بالشّدَّةِ ونحوِها؛ فالَّذي يظهرُ -واللهُ تعالى أعلمُ- أنَّ اللَّعِبَ بالبلوت لا يجوزُ؛ لاشتمالِه على عِدَّةِ محاذيرَ، منها:
1- أنَّ هذه اللُّعبةَ قائمةٌ
على الحَزْرِ والتَّخمينِ والحظِّ، فكلُّ
لعبةٍ قائمةٍ على الحظِّ والحَزْرِ والتَّخمينِ فهي مُحرَّمةٌ، لمشابهتِها
للنَّردِ، وهذه اللُّعبةُ لا تقومُ في الأصلِ إلَّا على الحظِّ والحزرِ والتَّخمينِ،
فتجدُ أنَّ اللَّاعبَ يأخذُ أوراقًا لا يعلمُ ما فيها، فقد يقعُ في يدِه ما
يَتحكَّمُ به في غيرِه، وقد يكونُ ضحيَّةً لتَحكُّمِ غيرِه فيه.
2- إضاعةُ الوقتِ، وقد أُمِرْنا بالمحافظةِ على الوقتِ وعدمِ إضاعتِه فيما لا ينفعُ،
والَّذين يمارسون هذه اللُّعبةَ تجدُهم يُضيِّعونَ السَّاعاتِ الطِّوالَ من ليلٍ أو
نهارٍ في هذه اللُّعبةِ، بل قد يصلُ بهم الأمرُ إلى إضاعةِ حقوقِ اللهِ وحقوقِ عبادِه،
فمَن يَسهَرُ إلى الثَّالثةِ صباحًا كيف يُؤدِّي حقَّ اللهِ في صلاةِ الفجرِ، وحقَّ
الزَّوجةِ في المبيتِ، وحقَّ الولدِ في الرِّعايةِ، وحقَّ عبادِ اللهِ في الأمانةِ؟!
3- حصولُ البغضاءِ والشَّحناءِ؛ فإنَّ هذه اللُّعبةَ لا تخلو من وجودِ التَّشاحنِ والتَّباغضِ بينَ
مَن يلهو بها، والشَّحناءُ والبغضاءُ قد حرَّمتْهما الشَّريعةُ، وحذَّرتْ منهما،
بل قد حذَّرتِ الشَّريعةُ ونهَتْ عن بعضِ المعاملاتِ بسببِ ما يترتَّبُ عليها من
الشَّحناءِ والبغضاءِ؛ كبيعِ الرَّجلِ على بيعِ أخيه، وخِطْبتِه على خِطْبةِ أخيه.
وهذه اللُّعبةُ في الغالبِ لا تخلو من التَّشاحنِ والتَّباغضِ، بل قد يصلُ الحالُ
إلى القطيعةِ والعياذُ باللهِ.
4- قد يدخلُ فيها القِمارُ، وهذا كثيرٌ يكونُ فيها، فيتشارطون على أنَّ المغلوبَ يُقدِّمُ
وجبةَ عشاءٍ للفائزِ، ونحوِ ذلك، فإذا دخلها القمارُ ازدادت حرمتُها.
5- وجودُ الصُّوَرِ المُعظَّمةِ
في الورقِ، والصُّورُ المُعظَّمةُ مُحرَّمةٌ
بالإجماعِ؛ لِمَا تُفضِي إليه من الاعتقادِ فيها من دونِ اللهِ.
6- وجودُ السَّبِّ والشَّتمِ
الَّذي لا تخلو منه هذه اللُّعبةُ، وقد وصَل
الحالُ -والعياذُ باللهِ- ببعضِ الأشخاصِ إلى سبِّ أبيه الَّذي يلعبُ معَه؛ لأنَّه
لم يُحسِنِ اللَّعِبَ! وحدِّثْ عن كثيرٍ من القصصِ الَّتي تُدمِي القلوبَ، وتُبيِّنُ
سوءَ هذه اللُّعبةِ في فسادِ أخلاقِ النَّاسِ؛ بل قد يصلُ الحالُ إلى المشاجرةِ
والمقاتلةِ بسببِ ما يحصلُ فيها من غِشٍّ، أو استخفافِ بعضِهم ببعضٍ، أو سوءِ لعبٍ،
وغيرِ ذلك.
7- هذه اللُّعبةُ لا فائدةَ
منها مُطلَقًا؛ فهي من اللَّهوِ واللَّعبِ
الممقوتِ، ولا تخلو من الغِشِّ، والكيدِ، وحُبِّ إلحاقِ الضَّررِ بالغيرِ، وغيرِ
ذلك ممَّا لا طائلَ تحتَه.
وأخيرًا: هذه اللُّعبةُ ممَّا
يَصُدُّ عن ذكرِ اللهِ، ويُوقِعُ في العدواةِ
والبغضاءِ، ويُلهِي عن الذِّكرِ وعن الصَّلاةِ؛ فكان منها ما كان من الخمرِ كما
قال اللهُ تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ
وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُمْ
مُنتَهُونَ} [المائدة: 91].
وختامًا: وبعدَ هذه المحاذيرِ الَّتي لا تخلو منها هذه اللُّعبةُ أو مِن
بعضِها؛ فهل بَقِيَ للمسلمِ عذرٌ في اللَّعبِ بهذه اللُّعْبةِ الممقوتةِ؟!
أسألُ اللهَ أن يهديَ ضالَّ
المسلمينَ، ويَرُدَّه إليه ردًّا جميلًا.
واللهُ تعالى أعلمُ وأحكمُ
روابط ذات صلة
المسألة السابق
| المسائل المتشابهة | المسألة التالي
|
جديد المسائل
تصميم وتطوير كنون