۩ القائمة الرئيسية ۩
۩ فوائد علمية ۩
۩ القصص الدعوية ۩
۩ البحث ۩
۩ الاستشارات ۩
۩ إحصائية الزوار ۩
۩ التواجد الآن ۩
يتصفح الموقع حالياً 13
تفاصيل المتواجدون
أين يضع المصلي يديه بعد القيام من الركوع؟
المسألة
أين يضع المصلي يديه بعد القيام من الركوع؟
د. ظافر بن حسن آل جَبْعَان
أين يضع المصلي يديه بعد القيام من الركوع؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فالذي يظهر - والله تعالى أعلم - أن للمصلي أن يضع يديه على صدره بعد الرفع من الركوع كما فعل في حال قيامه قبل الركوع؛ لورود ما يدل على ذلك الفعل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال:(صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره)(1)؛ وجاء في بعض روايات حديث وائل بن حجر - رضي الله عنه -:« أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ قَائِمًا فِي الصَّلاَةِ قَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ »(2).
فقوله:« إِذَا كَانَ قَائِمًا فِي الصَّلاَةِ » عام في كل قيام، فيشمل القيام الأول والقيام الذي بعد الركوع؛ ثم إن هذا من باب إلحاق النظير بنظيره، فإن القيام بعد الركوع شبيه ونظير للقيام قبله، فكلاهما قيام في الصلاة.
وهذه صفة خشوع وتذلل وخضوع لله - عز وجل -، وهذا عام في الصلاة كلها إلا ما استثني من جلوس للتشهد ومن سجود ونحو ذلك، أما الرفع من الركوع والقيام بعده فلا دليل على استثنائه فيبقى في العموم.
و عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال:( كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلاَةِ) قال أبو حازم: لا أعلمه إلا يُنْمَي ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري(740).
فقوله: (فِي الصَّلاَةِ) عام لما قبل الركوع وبعده، وليعلم أن حال اليدين في الصلاة قد بُينت، ففي الركوع على الركبتين، وفي السجود على الأرض، وفي الجلوس على الفخذين، وبقي القيام فيكون حال اليدين فيه الضم للحديث.
تحرير: وهذه المسألة مما أكثر بعض المعاصرين من الكلام عليها، فمنهم من رجح القبض، ومنهم من رجح الإرسال، والذي يظهر أن الأمر في ذلك واسع، ولا يصل إلى حد التبديع والتفسيق، فمن ظهر له القبض فليقبض، ومن ظهر له الإرسال يرسل.
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله تعالى -:( إن مسائل الخلاف الفرعية لا يجوز أن يثرب فيها أحد على أحد إذا أخذ بأحد القولين أو الأقوال مجتهداً متحرياً الحق) (3)، وكل يعمل بما رجح له.
قال صالح بن الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - قلت لأبي:( كيفَ يضعُ الرجلُ يَدهُ بعدَ ما يرفع رأسه من الركوع، أيضع اليمنى على الشمال، أم يسدلها؟).
قال الإمام أحمد:( أرجوا أن لا يضيق ذلك - إن شاء الله -)(4)؛ فهذا إمام الدنيا في عصره يرى الأمر في ذلك واسع، بل يخشى من التضييق على الناس.
فحاصل القول في هذه المسألة: أن للمصلي أن يضع يده اليمنى على اليسرى بعد الركوع، وله أن يرسلهما، وإذا وضع يمينه على يساره فليس هناك دليل صريح في القبض، وإن أرسلهما فكذلك، فالأمر فيه واسع، فمن وضع يمينه على يساره، أو أرسلهما أجزأه ذلك، وليس لأحد أن ينكر على أحد، إذ أن الصواب في هذه المسألة - والله تعالى أعلم - راجع إلى فهم كل إنسان، والجميع مأجور على اجتهاده - إن شاء الله تعالى -، ولا يسعنا إلا ما وسع سلفنا الصالح كالإمام أحمد - رحمه الله تعالى -.
وأختم هذه المسألة بما روى البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:« إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا »(5).
والله تعالى أعلم وأحكم
--------------------------
(1) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه(1/243)، وفي إسناده مؤمل بن إسماعيل قال عنه ابن حجر العسقلاني في التقريب:(ص:987برقم:7078):(صدوق سيء الحفظ)، وضعفه الألباني به في السلسلة الضعيفة(449).
(2) أخرجه النسائي(887)، والدارقطني(1/286)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(2247).
(3) فقه النوازل(1/89).
(4) مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية ابنه أبي الفضل صالح(ص:178رقم المسألة:615).
روابط ذات صلة
المسألة السابق
| المسائل المتشابهة | المسألة التالي
|
جديد المسائل
تصميم وتطوير كنون