۩ البحث ۩



البحث في

۩ إحصائية الزوار ۩

الاحصائيات
لهذا اليوم : 394
بالامس : 1393
لهذا الأسبوع : 394
لهذا الشهر : 25733
لهذه السنة : 445969

۩ التواجد الآن ۩

يتصفح الموقع حالياً  30
تفاصيل المتواجدون

:: بِرُّ الفِلاشاتِ!! ::

المقال

:: بِرُّ الفِلاشاتِ!! ::

 د.ظَافِرُ بْنُ حَسَنٍ آلُ جَبْعَانَ

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

ومنه المعونةُ والسَّدادُ

بِرُّ الفِلاشاتِ !!

الحمدُ للهِ وكفى، وصلاةً وسلامًا على نبيِّه الَّذي اصطَفَى، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.

أمَّا بعدُ؛ فتُطالِعُنا وسائلُ التَّواصلِ يوميًّا بمشاهدَ ظاهرُها البِرُّ والإحسانُ، وباطنُها لا يعلمُه إلَّا العليمُ الدَّيَّانُ! ومِن تلك المشاهدِ:

- أنَّ أحدَهم لا يفتتحُ منزلَه إلَّا على يدِ والدتِه أو والدِه ..

- والآخرُ يفرشُ لوالدتِه البساطِ في المطارِ، ويستقبلُها بالحفاوةِ والاحترامِ ..

- وثالثٌ لا يضعُ له رتبتَه العسكريَّةَ إلَّا أحدُ والدَيْه ..

- ورابعٌ يُقبِّلُ اليدَ والقَدَمَ ..

- وخامسٌ يُحضِرُهما -أو أحدَهما- في حفلاتِ التَّخرُّجِ والمناسباتِ ..

وكلُّ هذه المشاهدِ لا تحدثُ إلَّا تحتَ أضواءِ الفلاشاتِ والكاميراتِ وتسجيلِ اللَّقطاتِ، ثُمَّ يتمُّ نشرُها بينَ النَّاسِ!!

إنَّ المُتأمِّلَ في معاملةِ الوالدينِ في هذا الزَّمنِ لَيُصِيبُه الهمُّ والغمُّ، والألمُ والحسرةُ ممَّا بلَغ مِن التَّقصيرِ في حقِّهما، والوقوعِ في عقوقِهما، وسُوءِ التَّعاملِ معَهما، والتَّفنُّنِ في الإساءةِ إليهما!! واللهُ المستعانُ.

بل إنَّكَ لَتَعجَبُ من بعضِ أنواعِ البِرِّ (المزعومِ) الَّذي حصَره بعضُهم في قُبْلةِ الرَّأسِ واليدِ، معَ هجرِ معاني البِرِّ الحقيقيَّةِ؛ من حُسنِ الرِّعايةِ، والصِّلةِ، والقيامِ بالحقوقِ، وتقديمِ الطَّاعةِ!

وبعضُهم لا يُحسِنُ البِرَّ إلَّا أمامَ أعينِ النَّاسِ؛ خشيةَ النَّقدِ أو الغمزِ أو اللَّمزِ! أمَّا عندَ غيابِ الأعينِ؛ فلا يُحسِنُ مِن البِرِّ شيئًا، فيعيشُ حالةً من التَّناقضِ الدَّنيءِ! عافانا اللهُ وإيَّاكم.

إنَّنا في زمنٍ يمرُّ فيه أبناءُ الأُمَّةِ بحالةٍ مَرَضيَّةٍ من التَّناقضِ والفِصامِ بينَ القولِ والعملِ، وحُبِّ المظهريَّةِ الجوفاءِ، والتَّصنُّعِ الممقوتِ، وطلبِ الشُّهرةِ القاتلةِ؛ وهذه الحالةُ غيرُ الصِّحِّيَّةِ دليلٌ على الضَّعفِ والضَّياعِ، وعدمِ التَّوافقِ بينَ المُعتقَداتِ والثَّوابتِ، وبينَ الأقوالِ والأفعالِ!

إنَّ ظاهرةَ ضعفِ الإخلاصِ = داءٌ فتَّاكٌ، ومرضٌ عضالٌ، يُذهِبُ بالأجرِ، ويمحقُ البركةَ، ويُورِثُ البُعدَ عن اللهِ تعالى. فعلى المسلمِ أن يراجعَ نفسَه ويحاسبَها، ثُمَّ يجاهدَها على الصِّدقِ والإخلاصِ، ويكثرَ من دعاءِ اللهِ أن يَمُنَّ عليه بالصِّدقِ، وأن يرزقَه الإخلاصَ، وأن يُجنِّبَه الرِّياءَ والتَّسميعَ.

فينبغي على المُكلَّفِ أن يُخلِصَ العملَ للهِ تعالى في بِرِّه بوالدَيْه، وأن يُجاهِدَ نفسَه على ذلك؛ فلا يَنظُرَ للخلقِ؛ لأنَّ الخلقَ لا ينفعون، بل يَضُرُّونَ في مثلِ هذا الأمرِ.

قال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ رحمه اللهُ تعالى: (تركُ العملِ لأجلِ النَّاسِ رِياءٌ، والعملُ لأجلِهم شِركٌ، والإخلاصُ الخَلاصُ مِن هذينِ). وفي روايةٍ عنه: (والإخلاصُ أن يُعافِيَكَ اللهُ منهما) [«مدارج السَّالكين» 2/95].

قال ابنُ القيِّمِ رحمه اللهُ تعالى: (العملُ بغيرِ إخلاصٍ ولا اقتداءٍ؛ كالمُسافرِ يملأُ جِرابَه رملًا يَنقُلُه ولا ينفعُه!) [«الفوائد» ص67].

اللَّهُمَّ ارزُقْنا حُسنَ البِرِّ بوالِدِينا

وارحَمْهم كما ربَّوْنا صِغارًا

وارزُقْنا الإخلاصَ في القولِ والعملِ.

الدَّيَّانُ! , وباطنُها , العليمُ , يعلمُه , التَّواصلِ , بمشاهدَ , إلَّا , والإحسانُ، , لا , وسائلُ , ظاهرُها , البِرُّ , تُطالِعُنا , يوميًّا

جديد المقالات

تصميم وتطوير كنون