۩ القائمة الرئيسية ۩
۩ فوائد علمية ۩
۩ القصص الدعوية ۩
۩ البحث ۩
۩ الاستشارات ۩
۩ إحصائية الزوار ۩
۩ التواجد الآن ۩
يتصفح الموقع حالياً 151
تفاصيل المتواجدون
:: هَدْيُ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عندَ نزولِ الغيثِ ::
المسألة
:: هَدْيُ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عندَ نزولِ الغيثِ ::
د. ظَافِرُ بْنُ حَسَنٍ آلُ جَبْعَانَ
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
اللَّهُمَّ اهدِني وسدِّدْني وثبِّتْني
هَدْيُ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عندَ نزولِ الغيثِ
الحمدُ للهِ القائلِ: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشُّورى: 28]، أَحمَدُه سبحانه فهو الَّذي {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا}، باسطُ اليدينِ بالعطايا، كثيرُ البركاتِ والهدايا، يُرسِلُ الرِّياحَ مُبشِّراتٍ بالخيرِ والأرزاقِ.
أمَّا بعدُ؛ فلقد كان للنَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- هَدْيٌ عندَ رؤيةِ المطرِ، وعندَ نزولِه، ومن ذلك:
1- أنَّه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا اشتَدَّتِ الرِّيحُ، فَزِعَ فسأَلَ اللهَ خيرَها، واستعاذَ به مِن شَرِّها. تقولُ أُمُّ المؤمنين عائشةُ رضي اللهُ عنها: كانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ». قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ؛ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}» [أخرجه مسلمٌ (899)].
2- وقد كان مِن هَدْيِه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ [أي سَحابًا لم يَتكامَلِ اجتِماعُه] تَرَكَ الْعَمَلَ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاةٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا»، فَإِنْ مُطِرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا» [أخرجه أحمدُ 41/370، وأبو داودَ (5099)، وصحَّحه ابنُ حجرٍ في «تغليق التَّعليق» 2/396، والألبانيُّ في «صحيح الكَلِم الطَّيِّب» (156)].
3- ومِن هَدْيِه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنَّه يَتعرَّضُ للمطرِ ببدنِه، يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ -رضي اللهُ عنه-: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى» [أخرجه مسلمٌ (898)].
وكان ابنُ عبَّاسٍ -رضي اللهُ عنهما- يُخرِجُ متاعَه لِيُصِيبَه المطرُ، فكان إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ يَقُولُ: يَا جَارِيَةُ, أَخْرِجِي سَرْجِي، أَخْرِجِي ثِيَابِي. وَيَقُولُ: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق: 9] [أخرجه البخاريُّ في «الأدب المُفرَد» (1228)].
4- وقد كان مِن هَدْيِه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا نزل المطرُ أن يقولَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا»، تقول عائشةُ -رضي اللهُ عنها-: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» [أخرجه البخاريُّ (1032)]، وجاء أنَّه قال: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا» كما عندَ الإمامِ أحمدَ 41/370، وأبي داودَ (5099).
5- وكان -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ أيضًا: «مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ» [مُتَّفَقٌ عليه]، ويقولُ أيضًا، كما عندَ البخاريِّ: «مُطِرْنَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ، وَبِرِزْقِ اللَّهِ، وَبِفَضْلِ اللَّهِ».
6- وكان -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ إذا رأى المطرَ: «رَحْمَة» [أخرجه مسلمٌ (899)]، فيُسَنُّ أن يقولَ المسلمُ عندَ رؤيةِ المطرِ: (رحمة)، وهذا مِن الفَأْلِ الحسنِ.
7- وكان -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا اشتَدَّ المطرُ قال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» [مُتَّفَقٌ عليه]. وهذا يُسمَّى عندَ العلماءِ بدُعاءِ الاستصحاءِ، يعني: إيقافَ المطرِ، وانكشافَ السَّحابِ، وهذا مِن أَدَبِه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فإنَّه لم يَدْعُ ربَّه أن يقطعَ المطرَ، بل ينقلَه ويُحوِّلَه إلى مكانٍ آخرَ.
8- نزولُ المطرِ مَوْطِنٌ من مواطنِ إجابةِ الدُّعاءِ؛ قال -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «ثِنْتَانِ لَا تُرَدَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ الْمَطَرِ» [أخرجه الحاكمُ في «المُستدرَكِ» 2/124، وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (3078)]. قال الإمامُ المُناوِيُّ رحمه اللهُ تعالى: (أي لا يُرَدُّ، أو قَلَّمَا يُرَدُّ؛ فإنَّه وقتُ نزولِ الرَّحمةِ) [«فيض القدير» 3/340]؛ فيُستحَبُّ الدُّعاءُ في هذا الوقتِ.
هذا هَدْيُه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عندَ رؤيةِ المطرِ وعندَ نزولِه، فَاقْتَدِ بهَدْيِه تَرشُدْ، وتَمسَّكْ بسُنَّتِه تُفلِحْ.
تنبيهٌ:
بعدَ نزولِ المطرِ، تَخضَّرُ الأرضُ، وتكثرُ الرِّحلاتُ، ويخرجُ النَّاسُ للنَّظرِ والنُّزهةِ، واللَّهوِ المُباحِ، وهذا حَسَنٌ أن يُرفِّهَ المسلمُ عن نفسِه وأهلِ بيتِه؛ فهو مأجورٌ على ذلك متى ما كانت هذه النُّزهةُ مضبوطةً بضوابطِ الشَّرعِ، ولم تَتسبَّبْ في تركِ واجبٍ، أو فِعْلِ مُحرَّمٍ.
لكنْ ممَّا يُؤسَفُ له، واللهُ المُستعانُ: انفلاتُ كثيرٍ من النَّاسِ، ذكورًا وإناثًا، في أماكنِ النُّزهةِ عن ضوابطِ الشَّرعِ، فيَحزُنُكَ تعاطي كثيرٍ من النَّاسِ ما حرَّم اللهُ، ويُؤلِمُكَ تَبرُّجُ النِّساءِ، وسفورُهنَّ، وابتذالُهنَّ لحجابِهنَّ!
وهنا نسألُ: هل هذا هو شُكرُ النِّعمةِ، وحمدُ المُنعِمِ على ما مَنَّ به من نعمةِ الغيثِ والرَّحمةِ؟!!
أَلَا
وإنَّ مِن شُكرِ النِّعمةِ التَّأدُّبَ معَ المُنعِمِ، وكثرةَ حمدِه، وحفظَ حقِّه.
روابط ذات صلة
المسألة السابق
| المسائل المتشابهة | المسألة التالي
|
جديد المسائل
تصميم وتطوير كنون