ما حكم قول فلان:( رضي الله عنه ) لغير الصحابة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم اهدني وسددني وثبتني

ماحكم قول:" فلان رضي الله عنه "

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فهذه العبارة قائلها لا يخرج من أحد حالين:

الأول: الإخبار، بمعنى أنه يخبر أن فلان قد رضي الله عنه.

الثاني: الدعاء، بمعنى أن يدعو لفلان بأن يرضى الله عنه وعليه.

فإن كان مراد القائل الإخبار فلا يجوز ذلك، وهذا نوع من أنواع التألي على الله تعالى، والجراءة على حكمه تعالى، وأما إطلاق هذه العبارة في حق الصحابة – رضي الله عنهم – فجائز؛ بل يستحب أن تقترن أسماؤهم عند ذكرهم بها؛ لأن الله قد ذكر في القرآن في غير موضع رضاه عن الصحابة الكرام؛ بل جاء النص برضاه – عز وجل – عنهم، قال الله تعالى: ] وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [ [التوبة:100]، وقال تعالى: ]لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [ [الفتح:18].

وإن كان مراد القائل الدعاء فجائز ولا شيء فيه، ودلالة الآية - السابقة - ظاهرة في ذلك يقول تعالى: ]وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ [ فالذي يتبع هدي الصحابة ويسلك مسلكهم يرجى له الخير، ويدعى له برضى الله عنه، والدعاء للعبد بالرضى من أعظم ما ينبغي؛ لأن الله إذا رضي عن العبد غفر له، ثم أكرمه بجنته.

تنبيه: قد اصطلح أهل العلم والفضل على أن هذه العبارة لا تقال إلا في حق الصحابة، وما سواهم يُترحم عليه، وجرى عمل السلف على ذلك فلو عُمل بما كان عليه السلف لكان ذلك خير، فالخير كل الخير في اتباع من سلف.

والله تعالى أعلم وأحكم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله.